صيف في الرّياض - الجزء الثّاني: حلاوة العنّابي (بقلم الصّديق طارق)





صيف في الرّياض 2: حلاوة العنّابي من أرجل ميثاء/اكتشاف أرجل أختي سارة

تدور أحداث القصّة في صيف 2016

-2-
استيقظت عند العاشرة وكان الجوّ حارّا جدّا في الخارج حتّى أنّ أبي كان متردّدا من الذّهاب إلى العمل، إلاّ أنّه قرّر الذّهاب مادام مكتبه مكيّفا، وكانت ميثاء لا تزال نائمة. كانت "خان" قد أوصل جدّتي إلى المطار. ولم يكن عندها في غرفة الجلوس سوى أمّي تشرب قهوتها، والشغّالة الفيليبينية ترتّب المقاعد، والصّغير نديم يشاهد التّلفاز ويلعب بالمكعّبات على البساط. لم أكن أريد الخروج ولكن كان عليّ ذلك، فكلّمت صديقي خالد الذي كان يكبرني بسنة ونصف واتّفقنا على اللّقاء في المول.
ذهبت إلى المول ولم يكن في ازدحامه الاعتياديّ الذي يكون عليه أيّام الاثنين لحرارة الجوّ. ما إن رآني خالد حتّى حيّاني، وما إن اقتربت منه حتّى قال:

ــ ما الأمر يا رجل؟ ليس من عادتك أن تطلب منّي الأمر الذي طلبته. يبدو أنّك عدت إلى اللّعبة التي بدأتها في نيويورك بعد انقطاع.
فأجبته محاولا تشتيت الشّبهة حتّى لا يكثر في السّؤال:
ــ ليت الأمر كان كذلك يا أخي، هي ليست لي، بل لقريبة لي...
ــ قريبة لك؟ يا رجل... جعلت الأمر عائليّا؟
ــ ماذا؟ لا يا صافي النيّة، الفتاة متزوّجة ولكنّها لا تريد أن تحمل من زوجها.
ــ وهل خاطبتك في الأمر هكذا، مباشرة؟
ــ نعم، فنحن صديقان منذ الطفولة.
ــ أهي جميلة؟
ــ يعني...
ــ يعني ماذا؟ إمّا أن تكون جميلة وإمّا لا.
ــ هي جميلة...
ــ أتقول إنّها لا تريد الحمل من زوجها؟
ــ نعم، فلديها أربعة أطفال.
ــ آه، معها حقّ... أزوجها جيّد في الفراش؟
ــ وما أدراني؟
فأجاب خالد مازحا:
ــ يعني... ما دامت طلبت منك أن تحصل لها على حبوب منع الحمل، فقد أسقطت الكلفة بينكما.
ــ لا أدري، لم أسألها ولا أنوي سؤالها.
فأمعن خالد في المزاح:
ــ أمّا لنفسك فلا، ولكن اسألها لأجلي، لأنّها إن كانت جميلة كما تقول، وزوجها لا يرضيها، ألا يكون أخوك وحبيبك خالد أولى بها؟
ــ استح يا خفيف الدّم، هل أحضرت البضاعة؟
ــ نعم، أخذتها من صيدليّة أخي نبيل بعد أن أخبرته بأنّي أريدها لفتاة تايلانديّة تعمل في مكتب أبي.
ــ بكم؟
ــ استح أنت ولا تقل هذا الكلام... نبيل أعطاني إيّاها دون ثمن ولن آخذ منك لقاء لها ولو ريالا واحدا.
ــ وماذا لو طلبت منّي قريبتي المزيد؟
ــ نحصل لها عليها إذن، ولو امتنع نبيل عن منحنا أو حتّى بيعنا البضاعة، عندها نحصل عليها من صديق لي في المزاحميّة، أو في أسوء الحالات من مخزن دواء يملكه أحد أقاربي في الدمام. وقد أحضرت لك ستّين حبّة، وهي من النّوع الجيّد الذي يكفيها لشهرين على الأقلّ.
ــ شكرا يا خالد.
ــ العفو، ولكن قل لي، ما اسمها؟
ــ من؟
ــ أتتحاذق يا فتى؟ أقصد قريبتك.
ــ م... ماجدة.
ــ ليس هذا اسمها. ولكنّه يبدأ بميم. فما هو؟
ــ حسنا... اسمها مريم.
ــ مريم... مريم... يا رجل... اسمها جميل... رقيق، ويلفظ بسلاسة عند النّيك.
ــ ألن تنتهي عن هذا؟
ــ حسنا لا تغضب يا طارق... ها هي حبوبك ولكن لنشرب شايا قبل عودتك إلى المنزل.
شربت شايا مع خالد، ثم ذهبنا لمعرض السيارات، ثم عدت للمنزل وتركته يتحدّث مع فتاة بلغارية تعمل في المعرض عند منتصف النهار.
كانت أمّي قد أعدّت الغداء وخرجت مع ميثاء والصغير نديم وأحد أخوالي واسمه 'عاهد' الذين كانت أمّي ترى فيه "عريسا" مرجّحا لعمّتي ميثاء، ولم يكن في المنزل سوى الشّغّالة وأختي سارة. خبّأت الحبوب في غرفتي، ثم طرقت باب غرفة سارة فوجدتها بمفردها تسرّح شعرها وهي ترتدي بنطلون جينز داكن وقميصا منتصف الكمّ أبيض اللّون. كنت أستطيع رؤية رجليها بوضوح بينما كانت تضعهما على السّرير وكانتا تبدوان أجمل من الأمس رغم أنّها لم تغيّر شيئا بهما. عندما رأتني سارة، ابتسمت وقالت:
ــ مساء الخير طارق، كيف حالك اليوم؟
فأجبت:
ــ بخير ما دمت بخير، كيف حالك أنت؟
ــ بخير لولا أن الملل يقتلني... سهى لا تريد الخروج لأن الجو حار، وكذلك مزنة.
ــ لماذا لا تذهبين أنت لمنزل إحداهما؟
ــ دعني أفكّر... ذلك لأن الجو حار.
ــ لم يمنعني ذلك من الخروج.
ــ أنت تستطيع قيادة السيارة، أما أنا فلا. سيكون عليّ انتظار سيارة أجرة لأن "خان" مع أبي، وعلى أيّ حال سيكون ذلك مملّا.
ــ أتريدين أن أقلّك إلى أيّ مكان؟
ــ ولكنّك قد عدت للتّو.
ــ لا تهتمّي، أتريدين ذلك أم لا؟
ــ أريد ذلك، ولكن عليّ أن أقول إنّك تغيّرت كثيرا يا طارق، فليس طارق اليوم والأمس كطارق الأسبوع الماضي.
ــ ماذا تقصدين؟
ــ صرت لطيفا جدّا.
ــ أنا لطيف على الدوام، ولكنّ لطافتي تظهر أكثر مع اللّطفاء، فإن لاحظت تغيّرا بي، ربّما تكونين قد لاحظته بنفسك أوّلا.
ــ ربّما، لا أدري. أتقلّني إلى أيّ مكان أريد الذّهاب إليه؟
هززت كتفيّ وقلت:
ــ أيّ مكان ما لم يكن البحرين.
فضحكت سارة وقالت:
ــ علام نذهب للبحرين؟ دعنا هنا في السّعوديّة، ولكن خذني إلى المول. أريد الحصول على الآيس كريم هناك، وربّما التبضّع قليلا.
لبست سارة عبايتها وحذاء رياضيّا وركبنا السيّارة نحو نفس المول الذي كنت فيه مع خالد قبل ساعة أو أقلّ. سألتها:
ــ هل نحصل على بعض الآيس كريم الآن؟
فقالت:
ــ فيما بعد، ولكن لديّ بعض الأمور التي عليّ فعلها أوّلا.
ــ مثل ماذا؟
ــ عليّ الحصول على بنطلوني جينز، وقميص، وربّما زوجين من الأحذية.
ــ أمعك ما يكفي من المال لهذا؟
ــ أجل بالطبع، سأخبرك إن لم يكفني ما معي.
فأعطيتها ما معي من المال عندها، وكان حوالي ألف ريال كنت أنوي أن أشتري بها حبوب منع الحمل لميثاء، ولكن مادام خالد أعطاني الحبوب مجّانا، ليكن المال من نصيب سارة.
ولم أكن أعرف في الحقيقة أنّ الأمر كان ليتحوّل لرحلة تسوّق هكذا، لأنّي ما كنت لأعرض عليها أن أقلّها لو علمت، ولكنّي ابتسمت وقلت لها أنّني سأنتظرها في الأسفل، لأنّني لم أكن أستطيع الذهاب معها إلى متاجر الملابس النسويّة. جلست في أحد المقاهي وأنا ألهو بهاتفي علّه ينسيني الوقت، ولم يمرّ ربع ساعة حتّى رنّ الهاتف في يدي فأجبت، وكانت سارة.
ــ ألو سارة، أكلّ شيء على ما يرام؟
فأجابت:
ــ نعم حبيبي، لا تخف، كلّ شيء بخير، ولكن هناك أمر أريد أن أسألك إيّاه.
ــ وما هو؟
ــ اتصلت بكلّ من مزنة وسهى وحتّى أمل لأسألهنّ عن رأيهنّ في الملابس التي أجرّبها الآن، وأرسلت لهنّ رسائل نصيّة ولكن لم تجبني سوى سهى التي قالت لي إنّها تتغدّى في بيت أحد معارف والدها مع أهلها الآن ولا يمكنها البقاء على اتصال معي خاصة في هذه السّاعة.
ــ نعم، وماذا يمكنني أن أفعل.
ــ لن تمانع إذا طلبت رأيك أنت في الملابس، صحيح؟
ــ طبعا لن أمانع.
ــ حسنا، أرسل لك الصّور من هنا إذن.
ــ افعلي ذلك متى شئت وسأجيبك بسرعة.
ولم تمض دقيقتان على الأكثر حتّى أرسلت لي الصّورة الأولى وقد أخذتها أمام مرآة غرفة الملابس، وكانت تلبس بنطلون جينز بلون أزرق بحريّ جميل، فأجبتها في رسالة نصيّة: "جميل. أيلائمك عند الخصر؟"
فسألتني في رسالة أخرى: "نعم، أيبدو ضيّقا جدّا لك؟"
فأجبت: "لا، ولكن المهمّ أن تكوني أنت مرتاحة فيه."
فأجابتني بوجهي 'إيموجي' بعينين على شكل قلب، هكذا: "😍 😍"
وبعد خمس دقائق أرسلت لي أربع صور أخرى لأربعة بنطلونات جرّبتها، فأشرت عليها باختيار الرّماديّ. وبعد البنطلونات كان عليها أن تختار قميصا، فوقع الاختيار على قميص بنفسجي. ولكن ما كنت متحمّسا إليه حقّا كان محلّ الأحذية. بدأت سارة تجرّب الحذاء بعد الآخر وترسل لي الصّور، وكانت كلّ الأحذية في الأوّل أحذية مغلقة لا يمكن رؤية شيء خلالها، ولابدّ أنّ سارة كانت تريدها للخروج والمدرسة ولأمور مثل ذلك. اختارت سارة زوجين من الأحذية، أحدهما رياضيّ أبيض والثّاني خفيف أسود، ودفعت ثمنهما، ولكنّها بقيت في المحلّ قليلا بعد ذلك. استغربت الأمر في البداية، ثم أرسلت لي صورة لحذاء مفتوح مثير جدّا بكعب عال موضوع على رفّ من الرّفوف، وأردفت الصّورة برسالة نصّية مع 'إيموجي' بوجهين ضاحكين تقول: "ما رأيك؟ 😂 😂 "
فأجبتها وقد رأيت في ذلك فرصة لا تعوّض: "يجنّن  جرّبيه..."
وكان الأمر كما أردت، فقد وضعت رجليها فيه وصوّرتهما وأرسلت الصّور لي، فراسلتها قائلا: "يليق بك  هو لك إن أردت."
فأجابت: "أيعجبك حقّا؟"
فقلت: "نعم... جدّا."
فسألت: "لا أستطيع حتّى الخروج به، لمن سألبسه؟"
فأجبتها: "البسيه لنفسك، أو لسهى والأخريات، أو إن خفت أن يغرن منك البسيه لي إن شئت."
ومرّت ثلاثون ثانية قبل تجيب سارة: "حسنا حبيبي، لعيونك ألبسه."
ولا أعرف كيف تحسّن حظّي بعد تلك اللّحظة، إذ قرّرت سارّة نظرا للمبلغ الماليّ الكبير الذي معها وخروجنا المتزامن مع فترة التخفيضات، بأن تشتري المزيد من الملابس: بنطلونا رياضيّا، وقميصان بيضاوين، وبيجاما، وشبشبا، وصندلا مفتوحا، وأمورا أخرى متعلّقة بالتّجميل لم تخبرني بها في الأوّل لكثرتها. وكان أبي لا يمانع شراء سارة للملابس العصريّة ما دامت تبقي عليها في المنزل ولا تخرج بها، ومادامت لا تظهر تحت عبايتها. على كلّ نزلت سارة من الطوابق العلويّة للمول بعد ساعة ونصف بأكياسها وعثرت عليّ جالسا في محلّ الآيس كريم، ولكن ما لم تكن سارة تعلمه هو أنّني كنت أحاول التخلّص من انتصاب عضوي لصور رجليها المثيرتين عندها، المهمّ أنّ شيئا لم يظهر عندها. أكلنا الآيس كريم، وفي الطّريق إلى المنزل قالت سارة إنّ رحلة التسوّق كانت ممتعة وإنّها لم تستمتع بهذا القدر منذ وقت، وإنّها تفضّل التسوّق معي على التسوّق مع الآخرين.
ــ أتعلم يا طارق؟ استمتعت جدّا اليوم.
ــ أتستمتعين أكثر عندما تكونين في الخارج؟
ــ طبيعي، ألا تستمتع أنت في الخارج؟
ــ بلى، ولكن أكون مرتاحا في المنزل أكثر. فأنا أستطيع مشاهدة الأفلام والمسلسلات والمقابلات على سريري، وأستطيع فعل كلّ شيء ما عدى ممارسة الرّياضة في غرفتي. السّببان الوحيدان اللذان يجعلانني أريد الخروج هما الرّياضة وشرب الشّاي مع الأصدقاء... كنت لأشرب الشّاي في غرفتي لولا أنّني أفضّل الرّفقة.
ــ أنت على حقّ، لو أنّه أمكنني التسوّق والحصول على الرّفقة في غرفتي لما خرجت منها.
المهمّ عدنا إلى المنزل، وأخذت سارة أكياسها إلى غرفتها وذهبت أنا إلى غرفتي. شاهدت الصّور التي أرسلتها لي سارة واحتفظت بها، وبقيت أنتظر عودة أمّي وميثاء، إلاّ أنّ أبي وصل قبلهما. تغدّى والدي بسرعة، وعندما خرجت من غرفتي لتحيّته حيّاني وسألني:
ــ أين أمّك وعمّتك؟
ــ خرجتا قبل ساعات، مع عاهد...
ــ عاهد؟ خالك عاهد؟
ــ هو بلحمه ودمه.
ضحك أبي ضحكة واسعة، وكان خفيف الدّم ويحبّ المزاح، وقال:
ــ مازالت أمّك تحاول تزويجه من ميثاء، إذن.
ــ يبدو الأمر كما تقول.
ــ ها، أقولها لك الآن: لن يعجب ميثاء، وبصراحة لن أجبرها على النظر في الأمر حتّى وإن طلبت منّي أمّك الحديث معها.
ــ لم قد تطلب منك أمّي الحديث معها؟
ــ لأنّها تعرف أنّ عاهد لا حظوظ له مع ميثاء.
ــ لماذا؟ ليس الخال عاهد سيّئا لتلك الدّرجة.
ــ طارق، بنيّ، ماذا تقول في ذكاء أبيك؟
ــ عال، ثاني أذكى رجل أعرفه.
ــ حقّا، ومن الأوّل؟
ــ ذاك الذي أراه في المرآة كلّ صباح...
ــ ها، شاطر بن شاطر. وما رأيك في عمّتك ميثاء؟
ــ يبدو أنّها ذكيّة.
ــ هي كذلك، وكانت دائما أذكى منّي بكثير رغم أنّها أصغر منّي بكثير. ما رأيك فيها خارجيّا؟
ــ يعني، حلوة...
ــ طيّب، قل لي الآن: أتستوي ميثاء الذّكيّة الحلوة مع عاهد ذي جسم الثّور وعقل الذّبابة؟
ففهمت قصده وضحكت، وضحك هو، ثمّ أردف:
ــ المرّة الأولى، أجبر أبي ميثاء على التضحية في إطار صفقة والزواج من شخص لا يكافئها إلاّ في المال، وقد أفنت سنينا من شبابها معه. الآن لن أعيد هذه الغلطة لا مع ميثاء ولا مع أختك سارة. أمّك ستقول إنّ ميثاء أرملة ولها ابن صغير في حاجة لأب، وأنّ عاهد يمكنه أن يحلّ محلّ الأب... تبّا، عاهد لا يمكنه حتّى سلق بيضة أو تغلية كيس 'إندومي' بنفسه، ولا يستطيع حتّى قول شيء يصلح لبلادة ذهنه وركاكة جسمه. كلّ ما له في الدّنيا مال أبيه جدّك المرحوم الشّيخ مصعب. فأمّا مسألة الأبوّة، فطالما ميثاء معنا هنا، نديم ابني كما أنت ابني وكما سارة ابنتي، وأمّا المال، فمالي هو مال أختي، وهو بعد مال أبينا المرحوم ولها الحقّ فيه. لتبقى ميثاء على راحتها إذن.
ــ لا بدّ أنّك أخ جيّد، يا أبا طارق.
ــ أحاول أن أكون كذلك. قد أبدو لك ملتزما نوعا ما، ولو بعض الشيء، أحيانا يا طارق، وأنا كذلك لأنّ مجتمعنا يحتّم عليّ أن أكون كذلك. ولكنّي أعرف أيضا أنّ الحياة كامرأة في السّعوديّة صعبة جدّا، ربّما تكون الأصعب في العالم، وقد زرت دولا عديدة فيها نساء يدرن شركات ويصعدن للفضاء ويقمن بكلّ شيء يقوم به الرّجال ولا يتميّزن عنهم إلاّ بالحمل، بينما هنا لا يقدن السّيّارات حتّى، وإن كنت قد سمعت أنّ هذا قد يتغيّر قريبا من أحد أصدقائي القريبين من أهل القرار... المهمّ أن تعلم أنّه سيكون عليك إسعاد أختك، وفي المستقبل زوجتك، وابنتك، لتكون منصفا، فليست حياتهنّ سهلة بالمرّة.
كان والدي رجلا حكيما رغم انشغاله الدّائم. تنهّد أبي وأردف:
ــ أتعرف متى ستأتيان؟
ــ لا، فقد كنت في الخارج عندما خرجتا. أخبرتني سارة عندما عدت.
ــ حقّا؟ وأين كنت؟
ــ كنت في المول، ثمّ عدت إلى المول مجدّدا مع سارة.
ــ حقّا؟ أخذت سارة إلى المول؟
ــ نعم، ألم تقل للتوّ أنّ عليّ إسعاد أختي وكذا؟
ــ بلى، بلى... فقط متفاجئ لأنّك لا تريد مرافقة النساء للمول عادة. وماذا فعلتما هناك؟
ــ تسوّقت سارة ثمّ أكلنا الآيس كريم وعدنا إلى المنزل.
ــ أكان معكما ما يكفي من المال؟
ــ نعم، كفى ووفى.
ــ حسنا، لا تتردّد في الطّلب عندما تكون في حاجة للمال.
ــ دمت سالما يا أبي.
ــ سلمت. قل لي، ماذا فعلت في المول بمفردك صباحا؟
ــ شربت الشاي مع خالد ثم ذهبنا لمعرض السّيّارات.
ــ المهمّ أنّك استمتعت والمهمّ أنّ أختك استمتعت.
ــ أرجو أنّها فعلت، أمّا أنا فقد استمتعت... فالملل يقتلني عادة أيّام الطقس الحارّ.
ــ لو كنت مكانك لأخذت أمّك وسارة وعمّتك ميثاء والطفل نديم للدمّام أو البحرين حتّى...
ــ ولما لا تأخذهم أنت يا أبي؟ أنت تحبّ البحر أكثر منّي.
ــ كان بودّي أن أفعل ذلك لولا أنّه عليّ السّفر في الغد كما تعرف.
ــ ماذا؟ كما أعرف؟ لا، لا أعرف. كيف لي أن أعرف؟ هل ستسافر حقّا؟
عقد أبي حاجبيه وقال في استغراب:
ــ ألم تخبرك أمّك؟
ــ لم تفعل.
ــ غريب، حقّا... ألم تخبرك أمّك بأنّني مسافر إلى كندا؟
ــ لم تذكر الأمر لي أبدا، لا بدّ أنّها انشغلت بميثاء ونديم هذه الأيّام وما إلى ذلك.
ــ أجل، لا بدّ أنّ الأمر كذلك، رغم أنّه مازال غريبا بالنّسبة لي. كان عليها ذكره على الأقلّ، ليس كأنّي أسافر كلّ يوم.
ــ وكم ستبقى هناك؟
ــ سأكون في كندا لمدّة شهر كامل، كنت سآخذكم جميعا إلى الخارج لنتعشّى سويّة قبل سفري، ولكن يبدو أنّ أمّك لديها مخطّطات أخرى.
ــ بإمكاني طلب الأكل، سنتعشّى أنا وأنت وسارة في المنزل إن شئت.
ــ نعم، فكرة رائعة... ولكن لنطلب الأكل للجميع، فإذا أتوا وجدوا عشاءهم ينتظرهم.
نامت سارة باكرا تلك اللّيلة، وكذلك الصّغير نديم الذي أتعبته جولة النّهار. وأمّا أبي وأمّي، فقد قضّيا عشيّة ذلك اليوم في الخارج ثم عادا ودخلا غرفتهما بسرعة ولم يخرجا منها بعد ذلك، فقد كان على أبي أن يهتمّ بأمّي اللّيلة "اهتماما بالغا" بما أنّها لن تراه لمدّة شهر. وأمّا أنا، فقد جلست في غرفتي ألعب بهاتفي وأفكّر بما ينتظرني اللّيلة حتّى نمت ولم أستيقظ سوى عند الثالثة ليلا عندما أيقظني أبي لأساعده على إنزال أغراضه إلى الأسفل حيث ينتظره سائق آخر غير "خان" ليقلّه للمطار. عانقني أبي وأخبرني بأنّني "رجل الدّار" طالما هو في كندا وأنّ الجميع يعتمد عليّ، وأنّه ترك أمر الشّركة التي يملكها لمساعده الذي يحلّ محلّه هناك، وطبعا عرضت عليه أن أقلّه أنا للمطار فقال لي بأنّه لا حاجة له بذلك وأنّ عليّ النّوم عوض عن إيصاله للمطار. عانقته، ثمّ أخذت المصعد إلى الأعلى وبخطى متثاقلة عدت لغرفتي وأنا أفكّر في أحداث اليوم وكانت تلك عادتي في اللّيل. كانت أمّي قد نامت مجدّدا بعد خروج أبي، وكانت سارة في نوم عميق وكذلك كان الصّغير نديم. دخلت غرفتي وأغلقت الباب خلفي، وما إن استدرت حتّى رأيت ميثاء جالسة على سريري تنظر إليّ في ابتسامة ساحرة ملؤها الإثارة والشهوة... بالكاد كنت أستطيع صرف تفكيري عن النظر إليها في بيجامتها الرّماديّة وما سأفعله بها.
أغلقت الباب بالمفتاح بسرعة وأومئت لي ميثاء بإصبعها أن أدنو منها فدنوت، وبدأت اللّيلة التي أردت وأرادت.
***
جلست إلى جانب ميثاء على سريري التي قالت لي:
ــ اشتقت لك يا حبيبي، لم أرك طوال اليوم.
فأجبتها:
ــ وأنا كذلك اشتقت لك... كنت أفكر فيك طول اليوم.
جذبتني ميثاء برفق من كتفي وقبّلتني على شفتي وقالت:
ــ هل أنت جاهز؟ اللّيلة دورك أنت كما اتفقنا قبل اللّعبة.
ــ نعم، ولكنّي أحضرت لك شيئا أنصحك بإخفائه جيّدا.
قمت إلى درج في ركن من أركان الغرفة وفتحت قفله وأخرجت منه حبوب منع الحمل التي أعطاني إيّاها خالد ثم عدت وجلست بجانبها على السّرير وأعطيتها إيّاها.
ــ لقد وعدتك بأن أحصل لك على حبوب منع الحمل وها أنا عند وعدي. ولكن أخفيها حتّى لا يلعب بها نديم أو تراها أمّي.
لمعت عينا ميثاء وابتسمت وقالت:
ــ واو، هذا رائع يا طارق... هذا يعني أنّك ستنيكني اللّيلة بالفعل، أليس كذلك؟
ــ بلى، ولكن ألا تريدين أن تشربي شيئا قبل ذلك؟
ــ لا شيء غير لبن الزّبر يرويني اللّيلة.
ــ حسنا، ولكن عليّ القول بأنّ ساعة لن تكفي...
فضحكت ميثاء وقالت:
ــ كانت ساعة بالأمس لأنّني كنت متعبة من السّفر، أما الآن فأنا لك حتّى الصّبح إن أردت.
تجرّدت من ملابسي وتجرّدت ميثاء من ملابسها وبدأنا نتبادل القبل ونتحسّس بعضنا بجنون، وكنت كلّما عصرت فلقتي طيز ميثاء في يديّ زادت قبلاتها شهوة وجنونا. وكنت أقبّلها كمن يمصّ شفاهها مصّا، حتّى إذا انتهيت من شفتيها وعنقها وكتفيها ملت نحو نهودها ألعقها وأمصّها وأنا لا أصدّق أنّني أفعل ذلك وقد اشتهيته منذ زمن. قبّلت بطنها بعد ذلك ولعقته، وقد تذكّرت نصيحة أحد أصدقائي الذي يكبرونني سنّا وقد نصحني باللّعب بالكسّ قبل النّيك حتّى يكون جاهزا، فباعدت بين ساقي ميثاء وبدأت في إثارة كسّها بيدي وأصابعي في البداية، ثم بفمي ولساني، ثم برأس زبّي المنتفخ الذي كنت أفركه على الشّفرتين والبظر وأدخله قليلا ثم أسحبه إلى الخارج. وكنت لا أقوم بشيء إلاّ وتصدر ميثاء صوتا مثيرا يزيد في شهوتي، ولكنّي قرّرت أن أثيرها أكثر فقلت لها:
ــ قولي لي ماذا تريدين الآن يا ميثاء؟
فأجابت بسرعة ودون تفكير:
ــ زبرك في كسّي يا طارق.
ابتسمت وقلت وأنا لا أزال أثيرها برأس زبّي:
ــ وكم تريدينه؟
ــ بشدّة، هيّا أدخله فقد أشعلت ناري، أعطشتني يا رجل... أدخله بسرعة.
ــ ولماذا قد أفعل هذا؟
ــ لأنّك إن لم تفعل سأركبك بقوّة ولن أكترث إن سمعنا أحد، أدخله ولا تعذّبني أكثر يا حبيبي.
ــ حسنا، أفعل، ولكن بشرط...
ــ وما هو؟ هيّا بسرعة ما هو؟
ــ توافقين على فعل كلّ ما أطلبه منك بقيّة اللّيلة، فهو دوري على أيّ حال.
ــ حسنا يا حبيبي، كان هذا ما سأفعله أصلا... هيّا أذقني دفئه، بلا تردّد.
ــ حسنا، أجاهزة؟
ــ منذ زمن.
عندئذ بدأت أزلّقه فيها ببطء وكنت متفاجئا من ردّة فعلها، إذ لم أر من قبل امرأة تئنّ وتتأوّه وتفغر فاها هكذا إلاّ في بعض الأفلام الإباحيّة، وذاك تمثيل وهذه حقيقة. كانت تئنّ أنينا خافتا ولكنّه مثير جدّا وتقول بين الفينة والأخرى:
ــ هكذا يا طارق، آآآآآآآه، حبيبي طارق، أووووه، هكذا، هذه ليلتي، أجل، هي ليلتي.
ولا تسأل عن متعتي في النّيك، فقد كنت في دنيا أخرى وعلى كوكب آخر، وقد أصبحت أسرع وأشتدّ في الإيلاج ممّا جعلها أكثر جنونا حتّى أنّني ما عدت أستطيع رؤية سواد عينها لشدّة إثارتها. وتذكّرت من الانترنت طريقة تعلّمتها للنيّك، وهي طريقة أحد الشّعوب الافريقيّة تتمثّل في تحريك الزّبّ وسط الكسّ بشكل دائريّ مثل يد الرّحى حتّى يلامس كلّ جوانب الكسّ، وما فعلت هذا حتّى أمسكت ميثاء بوسادة ووضعتها على وجهها وبدأت بالأنين بقوّة، ولولا الوسادة التي كتمت الصّوت نوعا ما وبعد غرفة أمّي وغرفة سارة عن غرفتي لافتضح أمرنا على الفور. وكنت أمسك بساقيها وأنيكها وقد شارفت على القذف فقلت لها:
ــ سأقذف يا ميثاء...
فأجابت:
ــ اقذفه في كسّي... اسقني لبن الزّبر...
وما إن قذفت حتّى ارتفع جذعها إلى أعلى وأطلقت أنّة نهائيّة واهتزّت هزّة عنيفة تدفّق معها سيل من عسل كسّها على بطني وصدري وفخذي ولم أكن أعلم عندها أنّه بإمكان الكسّ دفق ذلك الكمّ الهائل من السائل. وكان تستردّ أنفاسها وتحاول جاهدة أن تستعيد طاقتها، ولكنّي لم أمهلها كثيرا، فما استقرّ تنفّسها حتّى بدأت ألعب ببظرها بأصابعي ولساني ورأس زبّي فعاد إليها تنفّسها الحادّ، وكان من الواضح أنّها ممزّقة بين أن تطلب منّي أن أتوقّف حتّى ترتاح قليلا، وبين مواصلة الاستمتاع بالأمر ما دامت تقدر على احتماله. عضّت ميثاء شفتها السفلى وأغلقت عينيها بينما أنا أداعب بضرها وصارت أكثر تحكّما في شهيقها وأنينها، ولكنّها لم تكن تستطيع التحكّم في شهوتها، فما هي إلاّ دقائق قليلة حتّى انقبضت عضلاتها واندفع العسل من كسّها مجدّدا. استلقيت على السّرير إلى جانبها ولم يقل أحدنا للآخر شيئا، وكان الأمر غريبا لأنّني توقّعت منها على الأقلّ تقييما لأدائي، إلاّ أنّ الواضح أنّها الكثير كان يجول بذهنها، ورغم ذلك كانت تبدو على ما يرام. التزمنا الصّمت ولكنّي قمت وجذبتها برفق من يدها وتوجّهنا إلى الحمّام المتّصل بغرفتي لنغسل عنّا الكمّ الهائل من السّوائل الجنسيّة التي تغطّينا. وفعلا تبعتني ميثاء إلى الحمّام، فاستلقينا في حوضه وقد جلست هي مقابلي وكنّا عاريين طوال مدّة مكوثنا هناك. استحممنا في صمت بالرغم من أنّني شعرت بلمساتها الناعمة على جسدي. خرجنا وانهمك كلّ واحد منّا في تجفيف نفسه، إلاّ أنّني فور استلقائي على السّرير مجدّدا انتصب عضوي، ولم تمهلني ميثاء كثيرا عندها، فقد انقضّت عليّ وركبته كما اشتهت أن تفعل في اللّيلة الأولى. كانت تمتطيني كأنّها تمتطي جوادا وتصعد وتنزل بأنين خافت، وكنت مستمتعا جدّا، ولكن ليس بقدر استمتاعها هي بالأمر. ولم تمض دقائق حتّى قذفت دفعتي الثانية لذلك اليوم داخلها، فأعقب ذلك هزّتها الثّالثة لتلك اللّيلة. تهالك كلّ منّا على السّرير لوهلة نستعيد صوابنا وجهدنا بصمت، قطعته ميثاء قائلة:
ــ ما كان كلّ ذاك؟
فسألت مستغربا:
ــ ما كان ماذا؟
ــ أقصد كلّ ما حصل، كلّ ما فعلته بي.
ــ ذاك هو ما أردته، صحيح؟ إن كنت قد آلمتك أو آذيتك فلم أقصد ذلك.
عندها غارت عليّ ميثاء بقبلة طويلة امتصّت بها مخاوفي وقالت إثرها:
ــ آذيتني؟ آااااه، لو كنت أعلم أنّ النّيك حلو هكذا لما تزوجت أبا نديم وأضعت كلّ تلك السّنين معه...
ــ آه، كنت جيّدا إذن...
ــ جيّد، قل رائع، قل أسطورة، قل فنّان، قل امبراطور النّيك... ما ذاك التقليب الذي فعلته بكسّي كأنّك تحاول إذابة مكعّب سكّر في القهوة؟ قد أصبتني بالجنون عندها. وما هذا الزّبر الذي تملكه؟ لا يخرج من موضعه حتّى أريده داخلي مجدّدا. وما هذه المهارات وهذا اللّعب الاحترافي؟ أمتأكّد أنّك لم تنك من قبل؟
ــ أنت الأولى، لولا مسألة المصّ التي أخبرتك عنها... لماذا تسألين؟
ــ لأنّ هذه هي ليلة دخلتي الحقيقيّة. أنت اللّيلة أذقتني المتعة على أصولها، أريتني الذّكورة كيف تكون، أشعرتني بأنوثة لم أشعر بها من قبل... يا حبيبي... هيّجتني، جنّنتني، دوّختني... مواهبك الطبيعيّة عظيمة.
ابتسمت وقبّلتها بدوري، ثم قلت:
ــ أنت أيضا كنت عظيمة... رهيبة بهذا الكسّ الخرافيّ... ساخنة وسكسيّة حقّا. امرأة بجدّ، ملكة وعرشك زبّي.
التفتت لي، ثم وضعت رأسها على صدري وقالت:
ــ لولا أنّك ابن أخي لتزوّجتك السّاعة، ولولا أمّك وأختك وابني نديم في المنزل لما تركتك تغادر جانبي ولو للحظة.
ــ وأنا أيضا... ولكن اللّيل يمنحنا فرصا عديدة.
ــ أهناك شيء آخر تريد فعله؟ قد أكون متعبة، ولكنّي لم أعد أكترث. أتريد أن تنيكني في طيزي؟
تشجّعت وقلت:
ــ ربّما نفعل ذلك مرّة أخرى، ولكن بدماغي الآن شيء آخر.
ــ وما هو؟
ــ حسنا، سأخبرك... ربّما سيكون غريبا... أنا بصراحة أحبّ أرجل البنات كثيرا، ولكنّي لم أجرّب شيئا مماثلا من قبل.
وعلى غير المتوقّع، قالت ميثاء:
ــ الأرجل؟ لا ليس الأمر غريبا... رأيت فيلما إباحيّا عن الأمر مرّة وليس بالغرابة التي توقّعتها.
ثم ابتسمت ورفعت رأسها مثبّتة ذقنها على صدري وهي تنظر إليّ وتقول:
ــ ألهذا أعجبك العنّابي؟
فغمزتها وقلت:
ــ نعم، ولكن أيّ لون آخر كان سيعجبني أيضا ما دام على أظافر رجليك.
ــ حقّا، وماذا تريد أن تفعله برجليّ؟
ــ أتفضّلين أن أخبرك أو أن أريك؟
ــ أن تريني طبعا. أين المتعة في الإخبار؟
قمت وجلست عند طرف السّرير، وكانت رجلاها في متناولي. أمسكت بهما وكانت تلك المرّة الأولى التي أمسك فيها برجلي فتاة من قبل، وكانتا ناعمتين جدّا عند البواطن. مرّرت يديّ وأصابع برفق على بواطنها وبين أصابع رجليها وأنا لا أصدّق أنّني أخيرا أستمتع برجلي عمّتي وحبيبتي الرّائعة ميثاء. وكانت رجلاها أنثويّتين جدّا إلى حدّ أنّني وجدت صعوبة في استيعاب كلّ ذلك الجمال وكلّ تلك السّكسيّة.
وبعد حوالي نصف دقيقة من التحسيس واللّمس شرعت في تقبيل رجلي ميثاء، وقد ضحكت أوّل الأمر وقالت:
ــ هكذا إذن؟
وكنت أقبّل رجليها وكانت تضحك حينا وتعضّ شفتها السّفليّة حينا، وكانت رجلاها عديمتا الرّائحة عندها بسبب الاستحمام، ولكنّي دفنت أنفي بين أصابع رجليها وواصلت التقبيل. وبينما أنا أقبّل بواطن رجليها بدأت هي في إثارتي عبر إرسال قبلات في الهواء لي معبّرة عن استمتاعها بالأمر، فبدأت ألعق بواطن رجليها، ممّا أدهشها قليلا، فسمعتها تقول:
ــ أووووه... ماذا... يا طارق... لسانك.
ولكنّني واصلت لحس رجليها غير آبه بملاحظتها، وكنت ألاحظ تغيّر النظرة التي على وجهها بين المفاجأة والتساؤل إلى الاستمتاع، فما لبثت أن عادت تبتسم وتعضّ شفتها، وترسل لي القبلات في الهواء، وتقلّد حركات لساني بلسانها في إثارة شديدة، ممّا دفعني إلى الشروع في مصّ أصابع رجليها. ولم تطل مفاجأتها عندها حتّى تحوّلت إلى إثارة واضحة جعلتها تعمل يديها في نهودها وكسّها. وبالنّسبة لي لم أصدّق أنّني أتذوّق رجلي ميثاء اللّذيذتين، إذ أنّني لم أتصوّر أن تكون الأرجل بهذه اللّذّة والنعومة قبل ذلك اليوم. كانت أصابع رجلي ميثاء أطيب عندي من كلّ شيء وكنت تموجات بواطن رجليها تصيبني بالجنون. وكنت، في خضمّ المصّ واللّحس أدلّك رجليها وساقيها أيضا.
بقيت ميثاء تلعب بكسّها وبقيت أنا أمصّ أصابع رجليها وألحس بواطنهما لوهلة، ثم جذبتها من ساقيها إليّ حتّى اقترب كسّها من زبّي فشرعت أنيكها وألحس رجليها في الآن ذاته. وطبعا لا تسأل عن حالة ميثاء عندها فقد أصبحت تلهث من النّيك حتّى أصبحت خائفا عليها من الإغماء، ولكنّها كانت قويّة وأكثر قدرة على النّيك ممّا توقّعت. وأمّا أنا فكنت مستمتعا جدّا بالأمر، إذ كان نيك الكسّ ولحس الأرجل أمرا لطالما حلمت به، وبلغ بي الهيجان حدّ أنّي أصبحت أعضّ كواعب رجليها وبواطنها بينما ألحسها، وكان ذلك يدغدغها ويزيد في هيجانها حتّى أنّها أصبحت تدفع برجليها في وجهي فاستسلمت للأمر وتركت رجليها تغطّيان كلّ جزء من وجهي وأنا أدخل زبّي في كسّها حتّى اهتزّ جسمها كلّه. هممت بأن أواصل النّيك إلاّ أنّها أوقفتني قائلة وهي تلهث:
ــ حبيبي طارق، لقد أتعبت كسّي بزبرك هذه اللّيلة... أرحني قليلا وسأمصّه لك...
فأخرجته وتركتها تستريح ولكنّني قلت:
ــ ما رأيك لو جرّبنا شيئا آخر عوض المصّ؟
ــ أتريد إدخاله في طيزي؟ لو أنّك فعلت ذلك قبل الآن لكان ممكنا، أمّا الآن، فحوضي منهك جدّا... فأنا لم أذق النّيك منذ زمن، ولم يكن أبدا في جودة اللّيلة.
فقلت لها وقد لمعت في رأسي فكرة:
ــ لا، لا أقصد الطّيز، ما رأيك لو لعبت بزبّي بين رجليك؟
ــ ماذا؟ أتقصد أن أمتعك برجليّ؟
ــ نعم، ألديك مانع؟
ــ لا، ولكن لم أجرّب هذا من قبل.
ــ أنا أيضا، ولكنّي على ثقة أنّه سيكون ممتعا.
ابتسمت ميثاء وهي تنظر إلى زبّي المنتصب المتعطّش للكسّ والأرجل وقالت:
ــ حسنا، كيف نفعل هذا؟
تمدّدت على السّرير مقابلها ووضعت زبّي بين رجليها وأريتها كيف تقوم بالفوتجوب. وكان ملمس بواطن رجليها على زبّي رائعا، وقد علّمتها حركات بسيطة في البداية ولكنّها سرعان ما بدأت تتوصّل بنفسها إلى حركات أخرى ولا أروع كانت لتجعلني أقذف بسرعة لولا أنّها جديدة على الأمر. لعبت ميثاء بزبّي بين رجليها حوالي خمس دقائق وهي تمسك رأسه بأصابع رجليها حينا، وتعصره بين بواطن رجليها حينا، وتمرّر عليه كعبيها حينا آخر. وكنت قد بلغت مرحلة اللاّعودة من الهيجان، فقلت لها:
ــ استديري وتمدّدي على بطنك يا ميثاء.
فضحكت بتهيّج وفعلت كما طلبت منها، فشرعت أنيك رجليها وأنا أنظر إلى بواطنهما المتموّجة وألهث وهي تردّد في استغراب ومتعة:
ــ يا للهول، إنّه ينيك رجليّ... إنّه يضع زبره بين رجليّ... هيّا اقذف لبنك على رجليّ وأصابع رجليّ العنّابيّة يا حبيبي، هيّا...
وكانت تقول ذلك في صوت مثير وهي تحرّك أصابع رجليها، فما كان منّي إلاّ أن قذفت بعد أقلّ من ثلاث دقائق.
انهرت برأسي على طيزها من التعب، فحرّكت ميثاء اللّعوب طيزها تحتي ثم استوت في جلستها ورفعت رجليها إلى وجهها وقامت بأكثر شيء مثير رأيتها تقوم به: بدأت تلحس السّائل الأبيض من على بواطن أرجلها وتمصّه من أصابعها وهي تقول في دلال:
ــ حسنا، يبدو مذاق رجليّ لذيذا عندما يخلط بلبن الزّبر.
بعد ذلك ذهبنا للحمّام مرّة ثانية، ولعبت ميثاء بزبّي بين رجليها مجدّدا في الحوض ثم مصّته حتّى قذفت في فمها، ثم استحممنا، وأخذت ميثاء حبّة من حبوب منع الحمل، واستلقينا على سريري ونحن نتعانق. كنّا منهكين جدّا ولولا أنّي أمارس الرّياضة وآكل جيّدا لما قدرت على مجاراتها تلك اللّيلة. قبّلتني ميثاء طويلا ثم نظرت إلى هاتفها وقالت:
ــ سيكون عليّ أن أذهب الآن وأنام في غرفتي حتّى لا تلاحظ أمّك في الصّباح... ولكنّك فنّان يا طارق، ولا شكّ أنّنا سنعيد الكرّة مرّات عدّة.
ــ حسنا، ليلة سعيدة يا ملكة.
ــ ليلتك أسعد يا حبيبي...

انصرفت ميثاء، وكنت أريد التفكير فيما فعلته تلك اللّيلة معها، ولكنّي التّعب كان قد نال منّي مناله، فنمت طويلا ولم أستطع التفكير في أيّ شيء عدى النّوم، وكنت أعرف أنّني لن أستيقظ باكرا في الغد بسبب الإنهاك، فلم يسبق لي أن مارست الجنس على تلك الوتيرة.

الجزء الأوّل: إغراء العنّابي