الأقدام: نوعيّا


في هذه الصّفحة أنوي التعريف بالأقدام بعيدا عن النّاحية العضليّة والعظميّة لتحتوي على معلومات على كلّ عاشق للأقدام أن يعرفها لأنّها تقرّبه من الأقدام أكثر وتساعده على فهمها، وقد أعددت وأوردت صورا لتساعدكم على معرفة الأقدام وأنواعها
أرجو أن تكون المتعة على قدر الفائدة


ما يلي رسم توضيحيّ لأجزاء أسفل القدم، وهي ما يتمّ التركيز عليه (غالبا) عند عشّاق الأقدام



عموما، وبعيدا عن ما هو فيزيولوجي، نعرف أنّ لأسفل القدم ثمانية أجزاء
أوّلا، إبهام القدم، وهو الجزء الأكثر بروزا في الأحذية المفتوحة وأكثر الأجزاء استهدافا في عمليّة المصّ. يتميّز باحتوائه على كمّ هامّ من اللّحم مقارنة بالأصابع الأخرى وبضفر واسع يمنحه جاذبيّة أكثر من الأصابع الأخرى

ثانيا، سائر أصابع القدم، وهي أجزاء تستهدفها عمليّة المصّ أيضا، حيث تتميّز بمرونة كبيرة وقدرة على الحركة داخل الفم وخارجه. وهي أيضا منتج أوّليّ لرائحة القدمين حيث تحتوي فيما بينها على غدد التعرّق. وتعتبر المساحات التي بينها هدفا مهمّا للّحس والشّم

ثالثا، أخمص القدم، وهي القسم الذي يكون تحت الأصابع مباشرة، وغالبا ما يكون ناتئا قليلا على شكل كرة صغيرة عليها بشرة لا تختلف كثيرا عن بشرة الكعب. يحتوي الكثير من اللّحم ممّا يجعله عرضة للمصّ بدرجة أولى واللّحس بدرجة ثانية

رابعا، الباطن، وهو الجزء الأوسط من القدم، والأكبر من ناحية المساحة، والأكثر نعومة من ناحية البشريّة، وكذلك الأكثر عرضة للّحس بسبب مساحته وجاذبيّته. وتتكوّن عليه خطوط وتجاعيد مثيرة عند ثني أصابع القدمين إلى الأمام، بينما يكون أملس إذا أخّرت أصابع القدمين إلى الخلف

خامسا، الأمشاط الدّاخليّة، وهي الجوانب الدّاخليّة المجوّفة من القدم التي تبدأ تحت إبهامه، وهي من أكثر الجوانب إهمالا من قبل عشّاق الأقدام العاديّين، ولكن عشّاق الأقدام الشّغوفين يعرفون قيمتها ويؤتونها حقّها من اللّحس

سادسا، الأمشاط الخارجيّة، وهي الجوانب الخارجيّة من القدم التي تبدأ تحت خنصره، وهي - كالأمشاط الدّاخليّة - مهملة نسبيّة من قبل الأغلبيّة بالرّغم من كونها مناطق مناسبة للّحس والمصّ وحتّى العضّ الخفيف

سابعا، قوس القدم، وهو ذلك التجويف الذي يوجد في أغلب الأقدام (باستثناء المسطّحة منها)، وهو الجزء الذي يجعلنا نقرّر لا شعوريّا إن كانت الأقدام جميلة في الكعب العالي أم لا، حيث أنّه كلّما غارت الأقواس، كلّما زادت الأقدام جاذبيّة، وهو يبدأ من الأخمص وينهي إلى أعلى الكعب. وهو منطقة يستهدفها اللّحس كثيرا

ثامنا، الكعب أو العقب، وهو تلك الكرة التي يرتكز عليها القدم عند الوقوف وعند التمدّد، وهو يحتوي على نصيب الأسد من اللّحم في القدم وعليه بشرة تختلف عن بشرة سائر القدم من حيث أنّها أصلب وأكثر مقاومة للصّدمات، لهذا تقوم الحسناوات اللاّئي تهتممن بجمال أقدامهنّ بإزالة الجلد الميّت عنها دوريّا حتّى تكون في نعومة سائر القدم. يكون الكعب غالبا هدفا سهلا للعضّ الخفيف والمصّ واللّحس

ننتقل الآن لمكوّن هامّ في القدم، هو قوس القدم الذي عرّفنا به سابقا كجزء سابع للقدم، وهو يعتبر من أهمّ الأجزاء حيث أنّه يحدّد نوعيّة الأحذية التي تكون فيها القدم جذّابة. ويجدر بي القول هنا أنّني أعتبر كلّ أنواع الأقواس جذّابة وإن كنت أفضّل النّوع العميق، ولكنّه تفضيل شخصيّ لا يجوز تعميمه، وفيما يلي رسم توضيحيّ لأنواع أقواس القدم حسب الأثر الذي تتركه الأرجل على الأرض المبتلّة أو الموحلة، أو الجافّة في حالة القدم مبتلّة أو متعرّقة

كما يظهر الرّسم أعلاه، هناك أربعة أنواع من أقواس القدمين 
أوّلها وأقلّها شيوعا القوس المنعدم الذي يوجد في الأقدام المسطّحة، وهي الأقدام التي تظهر جاذبيّتها أكثر في الأحذية المسطّحة مثل أحذية الباليه، أو الصّنادل الصّيفيّة وكذلك شرابات النّايلون. ولا ينصح بالكعب العالي لهذه الأقدام لأنّه يخلّف ألما في آخر اليوم، إلاّ إن كنت تبحثين عن سبب مقنع ليدلّك حبيبك قدميك بالطّبع... أو إن كنت لا ترين بدّا في الصّنتيمترات الإضافيّة التي يزيدها الكعب العالي في طولك. عموما، لهذا النّوع من الأقواس جمهوره الوفيّ الذي يفضّله على غيره لندرته وانسيابيّته وكثرة خطوطه عندما تثنى أصابع القدم

ثانيها وأكثرها شيوعا هو القوس الظّاهر أو المنخفض الذي يكثر عند السّيّدات، ولكن لا يعني انتشاره عند الكثيرات أنّك لست مميّزة، فهذه الأقواس منتشرة بكثرة في صفوف الرّياضيّات، بالإضافة إلى أنّ أقدامك ستظهر جاذبيّتها وسحرها في الأحذية المفتوحة مثل الشّباشب والأخفاف، المطّاطيّة والفرويّة منها، أو الكعوب المنخفضة، والأحذية الرّياضيّة كذلك التي يكون فيها هذا النّوع من الأقواس مرتاحا

ثالثها، وهو ثاني أنواع الأقواس شيوعا، القوس المتوسّط الذي ينتشر خاصّة على ضفاف الحوض المتوسّط ومنطقة الكاريبي، وجلّ المناطق السّاحليّة. هو نوع تظهر جاذبيّته في أكثر الأحذية لكونه يقع عند خطّ الوسط منها، من الأحذية الشاطئيّة إلى الكعوب العالية مرورا بأحذية "البامب" والأحذية ذات القواعد الفلّينيّة المتّصلة بالكعوب. عموما، يحبّ الجميع هذا النّوع من الأقواس لكونه منفتحا على أنواع عدّة من الأحذية

رابعها وأخيرها، القوس العميق، أو الغائر، أو الأجوف، أو الباطن، أو العالي، وهو قوس يكاد يكون في ندرة القوس المسطّحة. ينتشر طبيعيّا عند عدد لا بأس به من الفتيات، بشكل عشوائيّ لا يرتبط بالبيئة التي ينشأن فيها، كما ينتشر في صفوف الرّاقصات ولاعبات الجمباز. وتظهر جاذبيّة هذا النّوع في أيّ نوع من الأحذية، ولكنّه يتميّز بتمكّنه الكامل من الكواعب العالية جدّا كنوع "ستيليتو" وغيرها من الأحذية. ويظهر هذا النّوع جذّابا حتّى عندما تكون القدم في جورب من أيّ نوع، حتى القطنيّة أو الصّوفيّة منها

الآن نمرّ إلى أنواع أصابع الأقدام حسب طولها وترتيبها


قبل أن أبدأ في الشّرح، عليّ أن ألاحظ أوّلا أنّ هذه التسميات ليست إلاّ محاولات لأنثروبولوجيّين قدامى لنسب أنواع الأقدام حسب تراتب الأصابع إلى شعوب معيّنة، وقد بقيت هذه التّسميات معتمدة إلى اليوم، ولكن هذا لا يعني بالضّرورة أنّ كلّ سكّان إيطاليا مثلا لديهم أقدام رومانيّة أو أنّ كلّ سكّان ألمانيا والنّمسا ذوو أقدام جرمانيّة، انظروا في أسركم مثلا، وستجدون أنّ كلّ أنواع الأقدام توجد في الأسرة الواحدة ذات الأصل المشترك. وعموما، لكلّ هذه الأنواع جاذبيّتها بالرّغم من تفضيلي للنّوع المصريّ، ولكنّه كالعادة لا يتجاوز كونه رأيي الشّخصيّ

أوّلا، القدم المصريّة أو قدم الهلال الخصيب أو قدم البنّاء، وهي القدم التي يكون فيها طول الأصابع تنازليّا من الإبهام إلى الخنصر، وتنتشر بكثرة عند سكّان حوض المتوسّط، وبلاد فارس، على ضفاف البحر الأسود، وأمريكا اللّاتينيّة

ثانيا، القدم الجرمانيّة أو البربريّة أو قدم الرّاعي، وهي القدم التي يكون الإبهام أطول أصابعها، بينما يكون طول بقيّة الأصابع متقاربا بين التفاوت والتماثل أحيانا، وتنتشر بكثرة في وسط وشمال أوروبا، وشمال أمريكا، ووسط آسيا

ثالثا، القدم الإغريقيّة أو اليونانيّة أو الرّوميّة أو قدم الخزّاف، وهي القدم التي تكون سبّابتها أطول أصابعها، بينما تتدرّج باقي الأصابع تنازليّا، وهي تنتشر بكثرة في حوض المتوسّط، وشرق أوروبا، وبلاد فارس، وضفاف البحر الأسود، وأمريكا اللّاتينيّة، وتكاد تكون ملازمة للقدم المصريّة في أماكن انتشارها

 رابعا، القدم السّلتيّة أو القدم الصّينيّة أو قدم المزارع، وهي القدم التي تكون سبّابتها أطول أصابعها، بينما يتماثل طول بقيّة أصابعها أو يتفاوت تفاوتا طفيفا، وتنتشر في شمال أوروبا بين شبه الجزيرة البريطانيّة وأرض الفريزيّين واسكاندينافيا، وكذلك عند الهنود أمريكا الأصليّين والاسكيمو، ولكنّها تنتشر بكثرة في الصّين وتايلاندا والهند، أين ينتشر تغريز الأرزّ وزراعات الحبوب

خامسا وأخيرا، القدم الرّومانيّة أو الأبينينيّة أو قدم الجنديّ، وهي القدم التي يكون طول أصابعها جميعا أقرب إلى التماثل من التفاوت، وتنتشر هذه القدم في جميع أنحاء العالم دون استثناء، حيث يقال بأنّ انتشارها يقترن بزحف جيوش الامبراطوريّة الرّومانيّة، ولكنّ تركّزها الكبير يكون في حوض المتوسّط

وطبعا، هناك أشكال أخرى من الأقدام، ولكنّها على الأغلب مجرّد تغيّرات بسيطة على هذه الأشكال الخمسة الأوّليّة

أمّا وقد انتهينا من أنواع الأقدام حسب ترتيب الأصابع وطولها، ننتقل إلى المعيار الأخير لاختلاف الأقدام، وهو كيفيّة استقامتها على العقبين... ويجدر بي القول أنّ الأقدام في مجملها قادرة على تغيير وضعيّتها وقتيّا وتلقائيّا لأيّ وضعيّة من الوضعيّات الثلاث المبيّنة في الرّسم حسب الظّرف، وذلك لتفادي الصّدمات أو الحفاظ على وقفة أو جلسة ما لوقت معيّن، إلاّ أنّها سرعان ما تعود لوضعيّتها الأولى، وهي إحدى هذه الوضعيّات ، الثلاث، كما يمكن أن تتغيّر الوضعيّة حسب السنّ أو التمرين



أوّلا، الحصر، وهو ميل الكاحلين إلى الخارج وميل الأمشاط إلى الدّاخل فيتوزّع وزن الجسم إلى الخارج

ثانيا، الحياد، وهو اعتدال الكاحلين والأمشاط عند الوسط فيتوزّع وزن الجسم بالتّساوي على سائر القدمين

ثالثا، الكبّ، وهو ميل الكاحلين إلى الدّاخل وميل الأمشاط إلى الخارج فيتوزّع وزن الجسم إلى الدّاخل